للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه القصة وقعت في غزوة الطائف، وقال: لقد تحيرت في هذه القصة التي قد وقعت في حديث "أبي داود" و"الترمذي" و"المستدرك" في الحديبية، فالظاهر أن الذي ذكر أنها وقعت في الحديبية غلط من بعض الرواة بثلاثة أوجه.

وذكر هذه الأوجه بتفصيل، وذكر أن لفظ الحديبية ليس من علي بن أبي طالب، بل من بعض الرواة, لأن في لفظ الرواية لأبي داود زاد لفظ: "يعني قبل يوم الحديبية"، فهذا يدل على أن لفظ الحديبية ليس في أصل الحديث، بل زاده بعض الرواة على ما فهم من لفظ شيخه.

ولو سُلّمَ أن هذه القصة وقعت في الحديبية أيضًا، فالمراد بقوله: "ناس" بعض الكفار من قريش الذين كانوا موجودين هناك لا الصحابة إلى آخر كلامه، فليراجع (١)، وهذا تحقيق شريف خلت عنه الشروح.

ونقتصر في هذه العجالة على هذه الإِشارات، ونحيل القارئ الذكي إلى مطالعة أصل الكتاب بإمعان النظر، فكما قال الشاعر:

في طلعة الصبح ما يغنيك عن زحل

ونرى لزامًا وحقًا علينا أن نشكر تلاميذ الشيخ العلامة مولانا محمد زكريا الكاندهلوي الذين عكفوا على خدمة هذا الكتاب بالمراجعة مع الأصول وانتساخ التعليقات ووضعها في محلها وغير ذلك، في مقدمتهم:

- الشيخ تقي الدين الندوي المظاهري أستاذ الحديث في مدرسة فلاح الدارين بتركيسر (ولاية كَجرات). فقد فرغ وقته لخدمة هذا الكتاب، وعكف عليه سنة كاملة.

- والعالمان الشابان محمد عاقل، ومحمد سلمان.

- ولا ننسى فضل الزميلين العزيزين: الشيخ محمد معين الندوي،


(١) "بذل المجهود" (٩/ ٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>