للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٣٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ, حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِى ابْنَ حَازِمٍ - قال: حَدَّثَنِى يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ, عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِى وَقَّاصٍ أَخَذَ رَجُلًا يَصِيدُ فِى حَرَمِ الْمَدِينَةِ الَّذِى

===

أي بقدر علف الدواب، فيحمل على الجمل ويساق به.

واختلفت الروايات في تحديد الحرم، ففي رواية: "اللَّهُمَّ إني أحرِّم ما بين جبليها"، وفي رواية: "ما بين لابتيها"، واللابة هي الحرة، وهي الحجارة السود، وفي حديث جابر عند أحمد: "ما بين حرتيها"، وفي رواية: "بين مأزميها"، والمأزم بكسر الزاي: المضيق بين الجبلين، وفي حديث أبي داود: "كل ناحية من المدينة بريدً بريدًا"، فادعى بعض الحنفية لأجل اختلاف الروايات فيه أن الحديث مضطرب.

قال الحافظ (١): ولا شك أن رواية "ما بين لابتيها" أرجح لتوارد الرواة عليها، ورواية "جبليها" لا تنافيها، فيكون عند كل لابة جبل، أو لابتيها من جهة الجنوب والشمال، وجبليها من جهة الشرق والغرب. والبريد أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال، وقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - بمثل هذا الحديث عند البخاري ومسلم قال: "حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين لابتي المدينة، وجعل اثني عشر ميلًا حول المدينة حمى" (٢)، قاله في "المنتقى" (٣).

٢٠٣٧ - (حدثنا أبو سلمة، نا جرير - يعني ابن حازم - قال: حدثني يعلي بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله) روى عن سعد وأبي هريرة وصهيب، وعنه يعلي بن حكيم الثقفي، قال أبو حاتم: ليس بالمشهور فيعتبر بحديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داود حديثًا واحدًا في حرم المدينة، قلت: قال البخاري وأبو حاتم: أدرك المهاجرين والأنصار.

(قال: رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا يصيد في حرم المدينة الذي


(١) "فتح الباري" (٤/ ٨٣).
(٢) أخرجه البخاري (١٨٧٣)، ومسلم (١٣٧٢)، واللفظ لمسلم.
(٣) انظر: "المنتقى" مع "نيل الأوطار" (٣/ ٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>