للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدًا،

===

من المهاجرات نظر؛ لأن نسبها في الأنصار، وفي قوله: إنها امرأة أبي حذيفة نظر آخر، فقد تقدَّم (١) في ترجمة أبي حذيفة أن اسم امرأته التي الحرب بأن ترضعه، وهي كبيرة (٢) سهلة بنت سهيل الأنصارية إلَّا أن يقال: كانت له امرأتان، التي أعتقت سالمًا والتي أمرت أن ترضعه فيحتمل على بعد، والعلم عند الله تعالى، انتهى.

قلت: في قوله: سهلة بنت سهيل الأنصارية نظر؛ وسيجيء من الحافظ في ترجمة سهلة بنت (٣) سهيل بن عمرو القرشية (٤) العامرية: أنها أسلمت قديمًا وهاجرت مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة، ثم أقول: يمكن الجواب عن الإشكال الأول: أنها كانت أنصارية تزوجها أبو حذيفة، وأتى بها مكة، وأتى معها بغلامها فأعتقته (٥)، ثم هاجرت مع زوجها، فكانت أنصارية وصارت مهاجرية، والله تعالى أعلم.

(كما تبنَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيدًا) أي ابن حارثة بن شراحيل، وهو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهر مواليه، وحِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أصابه سبيًا في الجاهلية، لأن أمه خرجت به تزور قومها بني معن، فأغارت عليهم خيل بني القين بن جسر، فأخذوا زيدًا، فقدموا به سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فوهبته خديجة للنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة، وهو ابن ثماني سنين.

وقيل: بل رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبطحاء بمكة ينادى عليه ليباع، فأتى


(١) لم أجده في ترجمة أبي حذيفة، بل وجدته في ترجمة سالم مولى أب حذيفة فالعبارة: فقد تقدمت في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة. انظر: "الإصابة" (٣/ ٥٧)، و (٧/ ٤٢).
(٢) في الأصل: "وهل كبيرة" وهو تحريف. وفي "الإصابة": "وهي كبيرة"، والظاهر: "وهو كبير" حال من ضمير "ترضعه" المنصوب. والله أعلم.
(٣) وفي الأصل: "ابن"، وهو تحريف.
(٤) وفي الأصل: "القرشي"، وهو تحريف.
(٥) في الأصل: "فَأعتقها"، وهو تحريف، والظاهر ما أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>