للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ» , فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ, فَرَخَّصَ فِى ضَرْبِهِنَّ, فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ, فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ, لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ» (١). [جه ١٩٨٥، دي ٢٢١٩]

===

الدوسي، وقيل: المزني، والأول أكثر، سكن مكة، وقال أبو عمر: هو مدني، له صحبة، وقال ابن منده وأبو نعيم: اختلف في صحبته، وأخرج هذا الحديث من طريق ابن أبي خلف، وأحمد بن عمرو بن السرح، فقال فيه: عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، ولم يقل عبيد الله.

(قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تضربوا إماءَ الله، فجاء عمرُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ذئرن النساءُ) أي: اجترأن ونشزن (على أزواجهن) على طريقة قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (٢)، وقولهم: أكلوني البراغيث (فرخص) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في ضربهن) أي: تأديبهن (فأطَافَ) بالهمزة، يقال: أطاف بالشيء، ألمَّ به، وقاربه، أي اجتمع ونزل (بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءٌ كثيرٌ يشكون أزواجهن)، أي من ضربهم إياهن.

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد طاف) هذا بلا همز، أي دار (بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن)، وهذا يدل على أن الآل يشمل أمهات المؤمنين أليس أولئك) أي الرجال الذين يضربون نساءَهم (بخياركم) أي بل خياركم من لا يضربهن، ويتحمل عنهن، أو يؤدبهن، ولا يضربهن ضربًا شديدًا يؤدي إلى شكايتهن.

وفي "شرح السنَّة" (٣): فيه من الفقه أن ضرب النساء في منع حقوق النكاح


(١) زاد في نسخة: "قال لنا أبو داود: هو عبد الله بن عبد الله".
(٢) سورة الأنبياء: الآية ٣.
(٣) "شرح السنَّة" (٢٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>