للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي الطّهُورِ وَالدُّعَاءِ". [جه ٣٨٦٤ مختصرًا، حم ٤/ ٨٦ - ٥/ ٥٥، ك ١/ ١٦٢، ق ١/ ١٩٧، حب ٦٧٦٣]

===

يتجاوزون عن الحد الشرعي (في الطهور) بالضم ويفتح، وقد أجمعت الأمة على كراهة الإسراف في الطهور، وضوءًا كان أو غسلًا أو طهارة عن النجاسات، وإن كان على شَطِّ نهر جار كما ورد في الحديث.

(والدعاء) (١) قال القاري (٢): قال التوربشتي: أنكر الصحابي على ابنه في هذه المسألة حيث طمح إلى ما لم يبلغه عملًا، وسأل منازل الأنبياء، وجعلها من الاعتداء في الدعاء لما فيها من التجاوز عن حد الأدب، ونظر الداعي إلى نفسه بعين الكمال، وقيل: إنه سأل شيئًا معينًا ربما كان مقدرًا لغيره، انتهى ملخصًا.

قلت: وهذه التأويلات كلها تكلفات بعيدة، فإن القصر الأبيض لا يختص بالأنبياء وليس هو شيئًا معينًا، والأوجه فيه أن يقال: إن إنكار عبد الله بن مغفل على ابنه من قبيل سد باب الاعتداء، فإنه - رضي الله تعالى عنه - لما سمع ابنه يدعو بهذا الدعاء خاف عليه أن يتجاوز (٣) عنه إلى ما فيه الاعتداء حقيقة، فنبه على ذلك وأنكر عليه سدًّا للباب، والله أعلم بالصواب.


(١) قيل: المراد في الحديث التكلف في السجع كما قيل في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: ٥٥]، وقيل: أن يأتي بغير جوامع الكلم، وقيل: أن يأتي بغير المأثور، انتهى. "الغاية" و"ابن رسلان". (ش).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ١٢٥).
(٣) ألا ترى أنه قد ورد الترغيب في دعاء الفردوس. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>