فَابْتُلِيَ بهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْن النَّاسِ، فَجَاءَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَلَاعَنَا، فَشَهِدَ الرَّجُلُ أَرْبَعَ شَهادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ لَعَنَ الْخَامِسَةَ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِين.
قَالَ: فَذهَبَتْ لِتَلْتَعِنَ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْ"، فَأَبَتْ فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا أَدْبَرَا قَالَ:"لَعَلَّهَا أَنْ تَجِيءَ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا"، فَجَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا". [م ١٤٩٥، جه ٢٠٦٨]
===
وكذا يجاب على سياق حديث ابن مسعود، يحتمل أنه لما شرع يدعو بعد توجه العجلاني، جاء هلال فذكر قصته فنزلت فجاء عويمر، فقال: قد نزلت فيك وفي صاحبتك.
(فابتلي به ذلك الرجلُ من بين الناس، فجاء هو وامرأته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنلاعنا، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، ثم لعن) أي أوقع اللعنة (الخامسة)، أي في المرة الخامسة (عليه) أي على نفسه (إن كان من الكاذبين. قال) أي عبد الله: (فذهبت) أي شرعت المرأة (لتلتعن، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: مه) أي: اكففي، كلمة زجر وردع، (فأبت) عن أن تكف وترتدع عن التلاعن (ففعلت) أي: الالتعان.
(فلما أدبرا قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لعلها) أي المرأة (أن تجيء به) أي بالولد (أسودَ جعدًا). الجعد: إما جعودة الجسم، وهو اجتماعه واكتنازه، أي شديد الأسر والخلق، أو جعودة الشعر، وهو ضد السبوطة، والمراد ها هنا: جعودة الشعر، يدل عليه حديث ابن عباس عند البخاري (١)، ولفظه: "وكان ذلك الرجل مصْفَرًا قليلَ اللحم سبْطَ الشعر، وكان الذي وجده عند أهله آدمَ خَدْلًا كثير اللحْم جَعْدًا قَططًا" (فجاءت به) أي بالولد (أسود جعدًا) أي على الصفة المكروهة، على صفةِ الذي رُميت به.