للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلَهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَئءٍ، فَجَاءَتْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهَا: "لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ في بَيْتِ أمِّ شَرِيك"،

===

ووجه الجمع بينهما أن يقال: طلقها في المدينة، ولم يظهر أمر الطلاق حتى خرج مع علي - رضي الله عنه -، فوقع النزاع بينها وبين وكيل الزوج في وجوب النفقة، فظهر أمر الطلاق حينئذ، ظن أنه طلقها الآن، أو يقال طلقها ثنتين، ثم خرج إلى اليمن، فأرسل بطلاقها الثالث كما يدل عليه حديث مسلم (١).

(فأرسل إليها وكيله) وهو عياش بن أبي ربيعة والحارث بن هشام (بشعير) في نفقة العدة (فتسخطته) أي: سخطت على قلة النفقة بالشعير القليل وما رضيت به.

(فقال) أي الوكيل: (والله مالك علينا من شيء) من النفقة، (فجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك) أي الحال (له، فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لها: ليس لك عليه نفقة، وأمرها) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة (إن تعتد) أي تقضي عدتها (في بيت أم شريك).

قال الحافظ في "الإصابة" (٢) في ترجمة أم شريك الأنصارية: قيل: هي بنت أنس الماضية، وقيل: هي بنت خالد المذكورة قبلها، وقيل: هي غيرهما، وقيل: هي أم شريك بنت أبي العكر بن سمي (٣)، ثم قال: قلت: ولها ذكر في حديث صحيح عند مسلم (٤) من رواية فاطمة بنت قيس في قصة الجساسة في


(١) انظر: "صحيح مسلم" (٤١/ ١٤٨٠).
(٢) "الإصابة" (٤/ ٤٤٥ - ٤٤٧).
(٣) في الأصل: "أبي العسكر بن تيمي" وهو تحريف، والصواب: "العكر بن سُمَي". انظر: "الإصابة" (٨/ ٤١٦) رقم (١٢١٠١).
(٤) "صحيح مسلم" (٢٩٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>