للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتَدِّي في بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثيَابَكِ، وَإِذَا حَلَلْتِ فَآذنينِي"،

===

حديث تميم الداري، قال فيه: "وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله عزَّ وجلَّ، ينزل عليها الضِّيفان"، ثم قال: يقال: إنها التي أمرت فاطمة بنت قيس أن تعتد عندها، ثم قيل لها: "اعتدي عند ابن أم مكتوم".

ثم قال في ترجمة أم شريك: القرشية العامرية، من بني عامر بن لؤي، وأخرج الحميدي في "مسنده" (١) من رواية مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: اعتدي عند أم شريك بنت أبي العكر" (٢)، وهذا يخالف ما تقدم أنها زوج أبي العكر، ويمكن الجمع بأن تكون كنية والدها وزوجها اتفقا.

ووقع في رواية النسائي (٣) من حديث مخلد، ثنا ابن جريج، عن عطاء قال: أخبرني عبد الرحمن بن عاصم: "أن فاطمة بنت قيس أخبرته، وكانت عند رجل من بني مخزوم أنه طلقها ثلاثًا" الحديث، وفيه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فانتقلي إلى أم كلثوم، فاعتدي عندها"، ثم قال: "إن أم كلثوم امرأة تكثر عوادها، فانتقلي إلى عبد الله بن أم مكتوم".

(ثم قال: إن تلك امرأة يغشاها أصحابي) لأنها كانت كثيرة الضيفان، عظيمة النفقة في سبيل الله، وخص علي القاري (٤) الأصحاب بأقاربها وأولادها، ولا حاجة إلى ذلك، (اعتدي في بيت ابن أم مكتوم) هو عمرو بن أم مكتوم، اختلف في اسمه (فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك) أي في بيته فلا يراك، (وإذا حللت) أي: خرجت من العدة (فآذنيني) أي: أعلميني بالخروج من العدة.


(١) "مسند الحميدي" (١/ ١٧٦) رقم (٣٦٣، ٣٦٤).
(٢) وفي الأصل: "أبي العسكر"، وهو تحريف.
(٣) "سنن النسائي" (٣٥٤٥).
(٤) انظر: "مرقاة المفاتيح" (٦/ ٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>