للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ أَنْ يُنْفِقَا عَلَيْهَا، فَقَالَا (١): وَاللهِ مَا لَهَا نَفَقَةٌ إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَامِلًا، فأَتَتِ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "لَا نَفَقَةَ لَكِ إلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا"

===

بالنجاة من المستضعفين في القنوت، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم مكة، وأرَّخ ابن قانع والقراب وغيرهما وفاته سنة خمس عشرة.

(والحارث بن هشام) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو عبد الرحمن المكي، أخو أبي جهل، أسلم يوم الفتح، وخرج إلى الشام مجاهدًا، فقتل يوم اليرموك، وذكر ابن سعد (٢) وغيره أنه توفي في طاعون عمواس سنة ١٨ هـ.

(أن ينفقا عليها) أي فاطمة بنت قيس، فنازعتهما وتقالَّتْها، (فقالا: والله ما لها نفقة إلَّا أن تكون حاملًا) ولعل قولهما هذا كان اجتهادًا منهما مستنبطًا من قوله تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ} (٣)، (فأتت) أي فاطمة بنت قيس (النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا نفقة لك إلَّا أن تكوني حاملًا).

وقد تقدم من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن فاطمة بنت قيس حدثته: أن خالد بن الوليد ونفرًا من بني مخزوم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا نبي الله، إن أبا حفص بن المغيرة طلق امرأته ثلاثًا، وإنه ترك لها نفقة يسيرة، فقال: "لا نفقة لها".

والعجب كل العجب أن جماعة المخزوميين سمعوا من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا نفقة لها"، ولم يرو أحد منهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بذلك، مع أن قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك وافق اجتهادهم، فلا يظن بهم أنهم نسوا ذلك.


(١) في نسخة: "فقالا: لا والله".
(٢) "طبقات ابن سعد" (٥/ ٥).
(٣) سورة الطلاق: الآية ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>