للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ هَا هُنَا". زَادَ مُسَدَّدٌ: "وَغَابَتِ الشَّمْسُ (١)، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ". [خ ١٩٥٤، م ١١٠٠، ت ٦٩٨، حم ١/ ٢٨]

٢٣٥٢ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، نَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِىُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى يَقُولُ: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: "يَا بِلَالُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا", قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ، قَالَ: "انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا،

===

أي الشمس (من ها هنا) أي من جهة المغرب (زاد مسدد: وغابت الشمس) أي جرم الشمس (فقد أفطر الصائم).

قال الحافظ (٢): أي دخل في وقت الفطر، كما يقال: أَنْجَدَ إذا أقام بنجد، وأَتْهَمَ إذا أقام بتهامة، ويحتمل أن يكون معناه: فقد صار مفطرًا في الحكم لكون الليل ليس ظرفًا للصيام الشرعي، وقد رد ابن خزيمة هذا الاحتمال، وأومأ إلى ترجيح الأول، فقال: قوله: "فقد أفطر الصائم" لفظ خبر، ومعناه الأمر، أي فليفطر الصائم، ولو كان المراد فقد صار مفطرًا كان فطر جميع الصوام واحدًا، ولم يكن للترغيب في تعجيل الإفطار معنى، انتهى. وقد يجاب بأن المراد فعل الإفطار حسًا ليوافق الأمر الشرعي، ولا شك أن الأول أرجح.

٢٣٥٢ - (حدثنا مسدد، نا عبد الواحد، نا سليمان الشيباني، سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم) يشبه أن يكون غزوة الفتح، (فلما غربت الشمس قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا بلال انزل) عن الراحلة (فاجدح لنا)، والجدح تحريك السويق ونحوه بالماء بعود يقال له: المِجدح، (قال) بلال: (يا رسول الله لو أمسيت، قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انزل فاجدح لنا. قال: يا رسول الله إن عليك نهارًا).


(١) في نسخة: "من ها هنا".
(٢) "فتح الباري" (٤/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>