للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيْنَ السَّائِلُونَ عن الْوُضُوءِ؟ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ". [انظر تخريج الحديث السابق]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُ عُثْمَانَ الصِّحَاحُ كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى مَسْحِ الرَّأسِ أَنَّهُ مَرَّةً,

===

(أين السائلون عن) صفة (الوضوء؟ هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ).

(قال أبو داود) أي المؤلف: (أحاديث عثمان الصحاح كلها (١) تدل على مسح الرأس أنه مرة)، واعترض عليه بأن أبا داود نفسه أورد طريقين صحيحين (٢)، صحح أحدهما ابن خزيمة وغيره، أحدهما: ما روى بسنده قال: ثنا عبد الرحمن بن وردان قال: ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: ثني حمران قال: رأيت عثمان توضأ، وقال فيه: "ومسح رأسه ثلاثًا والثاني: ما رواه أبو داود بسنده عن عامر بن شقيق بن جمرة عن شقيق بن سلمة قال: رأيت عثمان غسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا.

فأجاب بعضهم بأن المراد من قوله: "كلها" أكثرها، أو يقال: إن هذين الطريقين لا يعارضان الطرق الدالة على كون مسح الرأس مرة لا عددًا، ولا قوة وصحة، فإن الصحاح فيما بينهما بنون بعيد، وإن كان يشمل اسم الصحة كلها.

وأجاب عنه الحافظ في "الفتح" (٣) بأنه يحمل قول أبي داود على إرادة استثناء الطريقين اللذين ذكرهما، فكأنه قال إلَّا هذين الطريقين.


(١) قال ابن رسلان: "أحاديث عثمان" التيمي "الصحاح كلها" ويحتمل أن يراد به عثمان ابن عفان، انتهى، وفيه ما فيه، فإن الظاهر هو الثاني. (ش).
(٢) تكلم عليهما ابن قدامة في "المغني" (١/ ١٧٨). (ش).
(٣) "فتح الباري" (١/ ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>