للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّهُمْ ذَكَرُوا الْوُضُوءَ ثَلَاثًا، وقَالُوا فِيهَا: وَ (١) مَسَحَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عَدَدًا كَمَا ذَكَرُوا في غَيْرِهِ.

===

قلت: ومدار هذه الأجوبة على أن عبد الرحمن بن وردان الذي روى عن أبي سلمة، قال فيه أبو حاتم: ما به بأس، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأما على ما قال فيه الدارقطني كما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه"، والذهبي في "الميزان"، فلا يكون هذا الحديث حسنًا فضلًا عن أن يكون صحيحًا، ويكون الاعتراض عن أصله ساقطًا، وأما الرواية الثانية التي رواها عامر بن شقيق، فأيضًا غير صحيحة، فإنه قال الشوكاني في "النيل" (٢): وعامر بن شقيق مختلف فيه، فالأوجه أن يقال في الجواب: إن عبد الرحمن بن وردان، وكذلك عامر بن شقيق عند أبي داود ليسا بقويين، فعلى هذا قوله: "أحاديث عثمان الصحاح كلها" صحيح بلا تأويل.

ولما ادعى المؤلف على أن أحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على أن مسح الرأس مرة واحدة دون الثلاث استدل فقال: (فإنهم) أي رواة حديث وضوء عثمان (ذكروا) صفة وضوء عثمان، وذكروا أن غسله أعضاء (الوضوء) كان (ثلاثًا) بكل عضو، (وقالوا) أي الرواة (فيها) أي في الروايات: (ومسح رأسه، ولم يذكروا عددًا) في مسح الرأس (كما ذكروا) عدد الغسل (في غيره) أي في غير مسح الرأس من غسل اليدين والوجه والرجلين، فإنهم قالوا فيها ثلاثًا.

فدل ذلك على أن المسح كان مرة واحدة, لأنه لو كان فيه التثليث


(١) وفي نسخة: "وقالوا فيها: ثم مسح برأسه".
(٢) "نيل الأوطار" (١/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>