للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: "وَمَنْ أَنْتَ؟ "، قَالَ: أَنَا الْبَاهِليُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الأَوَّلِ، قَالَ: "فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟ " قُلْتُ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا مُنْذُ فَارَقْتُكَ إِلَّا بِلَيْلٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟ "، ثُمَّ قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ"، قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: "صُمْ يَوْمَيْنِ"، قَالَ: زِدْنِي (١)، قَالَ: "صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ"،

===

الباهلية عجوز من قومها، عن أبيها، أو- شك من الراوي- عمها، لم أقف على تسمية العم.

(أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم انطلق) أي رجع إلى وطنه (فأتاه) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته) بأن تغير لونه وصار جسمه ناحلًا (فقال: يا رسول الله أما تعرفني؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول) أي في العام الماضي (قال: فما غيرك) أي: غيَّر هيئتك وحالتك، (وقد) الواو للحال كنت حسن الهيئة؟ أكلت: ما أكلت طعامًا) بالنهار (منذ فارقتك إلَّا بليل) أي صمت في جميع أيام السنة، ولعله لم ينه حينئذ عن صوم يومي العيد وأيام التشريق، أو نهى عنها ولم يعلم به.

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم عذبت نفسك؟ ) حيث تغيرت حالك، (ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صم شهر الصبر) أي شهر رمضان فرضًا، وسمي به لحبس النفس في نهاره عن المفطرات (ويومًا من كل شهر) نفلًا.

(قال: زدني) من الصوم (فإن بي قوة، قال: صم يومين) أي صم شهر الصبر ويومين من كل شهر (قال: زدني) فإن بي قوة، (قال: صم ثلاثة أيام)


(١) زاد في نسخة: "فإن بي قوة".

<<  <  ج: ص:  >  >>