للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ". [ن ٢٣٥٠، حم ٦/ ١٨٨، خزيمة ٢٠٧٧]

===

لم أرك تصوم من شهر من المشهور ما تصوم من شعبان، قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم"، ونحوه من حديث عائشة عند أبي يعلى، انتهى.

وأجاب النووي (١) عن كونه لم يكثر من الصوم في المحرم مع قوله: إن أفضل الصيام ما يقع [فيه]، لأنه يحتمل أن يكون ما علم ذلك إلَّا في آخر عمره، فلم يتمكن من كثرة الصوم في المحرم، أو اتفق له فيه من الأعذار بالسفر والمرض مثلًا ما منعه من كثرة الصوم فيه.

(ثم يصله برمضان) أي يصوم في آخر شعبان حتى يقرب أن يصله برمضان، وقيل: كان يصوم شعبان كله تارة فيصله برمضان، ويصوم معظمه أخرى فلا يصل برمضان، لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان.

وقيل: المراد [بقولها: ] "كله"، أنه كان يصوم من أوله تارة، ومن آخره أخرى، ومن أثنائه طورًا، فلا يخلي شيئًا منه من صيام، ولا يخص بعضه بصيام دون بعض، وقال الزين بن المنير: إما أن يحمل قول عائشة على المبالغة، والمراد الأكثر، وإما أن يجمع بأن قولها الثاني متأخر عن قولها الأول، فأخبرت عن أول أمره أنه كان يصوم أكثر شعبان، ثم أخبرت ثانيًا عن آخر أمره أنه كان يصومه كله، والأول هو الصواب، كذا قال الحافظ في "الفتح" (٢).

ثم اعلم أنه لم يكتب ها هنا باب في النسخة المكتوبة الأحمدية والمصرية والكانفورية والقادرية، ولكن كتب في نسخة العون "باب في صوم شوال"، وكذا في حاشية المجتبائية وهو أولى.


(١) "شرح صحيح مسلم" (٤/ ٢٩٥).
(٢) "فتح الباري" (٤/ ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>