للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَعَدَ عَلَيْهِ, ثُمَّ أُتِىَ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا, ثُمَّ تَمَضْمَضَ مَعَ الاِسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ"

===

البيضاوي": وهو في الأصل اسم لما يقعد عليه، ولا يفضل عن مقعد القاعد (فقعد عليه، ثم أتي بكوز) بالضم، وهو ما له عروة من أواني الشرب، وما لا فهوكوب، كذا في "المجمع" (من ماء فغسل يده) وفي نسخة: يديه، وهو الأوفق بالروايات (ثلاثًا، ثم تمضمض مع الاستنشاق بماء واحد).

وهذا الحديث حجة للشافعي - رحمه الله -، فإنه قال بالجمع (١) بينهما بماء واحد، بأن ياخذ الماء بكفه، فيمضمض ببعضه، ويستنشق ببعضه، وقال الترمذي في "سننه": قال الشافعي: إن جمعهما في كف واحد فهو جائز، وإن فَرَّقهما فهو أحب (٢) إلينا، وهذا قول ثان له (٣)، وهذا عين مذهب أبي حنيفة - رحمه الله -.

والجواب عن هذا الحديث بأن هذا اللفظ تفرد به شعبة بل خالف رواة ذلك الحديث، فإن زائدة روى عن خالد بن علقمة، قال في حديثه: "فتمضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا"، وكذلك روى أبو إسحاق عن أبي حية عن علي هذا الحديث، فقال في حديثه: "ثم مضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا"، وقد وهم شعبة في هذا الحديث في ذكر اسم الراوي، فقال: مالك بن عرفطة، والصحيح خالد بن علقمة.


(١) ورجحه النووي منهم. (ش).
(٢) ورجحه الرافعي الكبير. "ابن رسلان". (ش).
(٣) قال النووي (٢/ ١٠٨): بأي وجه أوصل الماء إليهما حصل المضمضة والاستنشاق، وفيه خمسة أوجه: الأول: بثلاث غرفات، يتمضمض من كل واحدة، ثم يستنشق منها ثلاثًا. والثاني: الكل بغرفة، يتمضمض منها ثلاثًا، ثم يستنشق منها ثلاثًا. الثالث: أيضًا بغرفة، لكن يتمضمض ثم يستنشق ثم يتمضمض ثم وثم. الرابع: بغرفتين، يتمضمض بغرفة ثلاثًا، ثم يستنشق بالثانية ثلاثًا. والخامس: بست غرفات. والأوجه الأول، انتهى. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>