للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْتَكِفُ كُلَّ رَمَضَانَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا". [خ ٢٠٤٤، جه ١٧٦٩، حم ٢/ ٣٣٦، ن ٣٣٤٣]

===

المهملة مُكَبَّرًا، عثمان بن عاصم بن حصين، (عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا).

قال الحافظ (١): قيل: السبب في ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - علم بانقضاء أجله، فأراد أن يستكثر من أعمال الخير ليتبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمر (٢) ليلقوا الله على خير أحوالهم.

وقيل: السبب فيه أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن في كل رمضان مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين.

وقال ابن العربي (٣): يحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لما ترك الاعتكاف في العشر الأخير بسبب ما وقع من أزواجه، واعتكف بدله عشرًا من شوال، اعتكف في العام الذي يليه عشرين ليتحقق قضاء العشر في رمضان، انتهى.

وأقوى من ذلك أنه إنما اعتكف في ذلك العام عشرين, لأنه كان في العام الذي قبله مسافرًا، ويدل لذلك ما أخرجه النسائي (٤) واللفظ له وأبو داود وصحَّحه ابن حبان وغيره من حديث أُبَيِّ بن كعب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فسافر عامًا فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين"، ويحتمل تعدد هذه القصة بتعدد السبب، فيكون مرة بسبب تركه الاعتكاف لعذر السفر، ومرة بسبب عرض القرآن مرتين.


(١) "فتح الباري" (٤/ ٢٨٥).
(٢) كذا في الأصل، وفي "فتح الباري": العمل.
(٣) انظر: "عارضة الأحوذي" (٤/ ٦).
(٤) "السنن الكبرى" (٣٣٤٤)، وانظر: "سنن أبي داود" (٢٤٦٣)، و"سنن ابن ماجه" (١٧٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>