للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الْهِجْرَةِ فَقَالَ: "وَيْحَكَ! إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَهَلْ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا". [خ ٦١٦٥، م ١٨٥٦، ن ٤١٦٤، حم ٣/ ٦٤]

٢٤٧٨ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ قَالَا، نَا شَرِيكٌ،

===

أن أعرابيًا) قال الحافظ (١): ما عرفت اسمه (سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الهجرة) قال الحافظ: والهجرة المسؤول عنها مفارقة دارالكفر إذ ذاك، والتزام أحكام المهاجرين مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(فقال: ويحك) كلمة ترحم (إن شأن الهجرة شديد) كأنه علم منه أنه لا يستطيع تحمل شدائدها، فأشار له بتركها (فهل لك من إبل؟ ) تبلغ النصاب (قال: نعم، قال: فهل تؤدي صدقتها؟ ) أي زكاتها (قال) أي الأعرابي: (نعم) وإنما خص السؤال بأداء الزكاة, لأنه يعلم منه أن من يؤدي من ماله الزكاة طيبة نفسه يؤدي الصلاة وغيرها من الفرائض الإيمانية، فإن إخراج المال أشد على النفس.

(قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فاعمل) بأداء الواجبات (من وراء البحار)، قال في "المجمع" (٢): بموحدة ومهملة، القرى والمدن، يريد إذا كنت تؤدي فرض الله فلا تبال أن تقيم في بيتك ولو كنت في أبعد مكان (فإن الله لن يَتِرَكَ) بكسر مثناة مضارعُ وَتِرَ، أي: لن ينقصك (من) ثواب (عملك شيئًا) ولا تحرم أجر الهجرة، قال في "القاموس": والبحرة البلدة.

٢٤٧٨ - (حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة قالا: نا شريك،


(١) "فتح الباري" (٧/ ٢٥٩).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>