وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ". [ن ٣٥٦٥، ق ٦/ ٣٣٠]
===
إلى الله - عزَّ وجلَّ -: عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة، وارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازها، أو قال: وأكفالها، وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كميت" الحديث.
ثم أخرج من حديث أبي المغيرة، ثنا محمد بن المهاجر، ثنا عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الكلاعي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر معناه، قال محمد: ولا أدري بالكميت بدأ أو بالأدهم، قال: وسألوه لم فضل الأشقر؟ قال: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية، فكان أول من جاء بالفتح صاحب الأشقر.
فعلم بهذا الصنع أن هذا الحديث مروي بطريقين، بطريق أبي وهب الجشمي الصحابي مسندًا، وبطريق أبي وهب الكلاعي التابعي مرسلًا.
(وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عليكم) أي الزموا (بكل كميت) بضم الكاف مصغرًا، وهو الذي في لونه الحمرة والسواد، وفي "القاموس": هو الذي خالط حمرته قنوء (أغر) هو الذي في جبهته بياض (محجل) أي أبيض القوائم (أو أشقر) هو الذي في لونه حمرة صافية.
قال السرخسي فِي "شرح السير الكبير" (١): وهذه الصفة في الخيل تبين بالعرف والذنَب، فإن كانا أحمرين أو أحدهما فهو أشقر، فإن كانا أسودين فهو كُميت (أغر محجل، أو أدهم) وهو الأسود (أغر محجل).