للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١)

٢٥٥٣ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّالْقَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عن أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ- وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْتَبِطُوا الْخَيْلَ وَامْسَحَوا بَنَوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا"، أَوْ قَالَ: "وَأَكْفَالِهَا وَقَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَار". [ن ٣٥٦٦، حم ٤/ ٣٤٥، ق ٦/ ٣٣٠]

===

تنزيه، وقيل: للتحريم، وقيل: يمنع منه قبل الحاجة، ويجوز عند الحاجة، وعن مالك تختص الكراهة من القلائد بالوتر، ويجوز بغيرها إذا لم يقصد دفع العين، هذا كله في تعليق التمائم وغيرها مما ليس فيه قرآن ونحوه، وأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه، فإنه إنما يجعل للتبرك به والتعوذ بأسمائه وذكره، وكذلك لا نهي عما يُعَلَّقُ لأجل الزينة ما لم يبلغ الخُيلاء أو السرف.

٢٥٥٣ - (حدثنا هارون بن عبد الله، نا هشام بن سعيد الطالقاني، أنا محمد بن المهاجر، حدثني عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، وكان له صحبة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ارتبطوا الخيل) أي اربطوها عندكم، لأنها آلة الغزو، أو رابطوها على الثغور لدفع هجوم الكفار، وقيل: كناية عن تسميتها للغزو (وامسحوا بنواصيها وأعجازها) جمع عجز وهو الكفل (أو) للشك من الراوي (قال: وأكفالها) أي تَحبُّبًا وتلطفًا، فإنه من العبادة، أو لأنها ترتاح بذلك وتفرح، فيكون موجبًا لقوتها ولسمنها (وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار).

نقل في الحاشية عن "مرقاة الصعود": قال في "النهاية" (٢): أي قلدوها طلب أعداء الدين، والدفاع عن المسلمين، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية وُدُخُولَها التي كانت بينكم، والأوتار: جمع وِتْرٍ - بالكسر - وهو: الدم، وطلب الثأر، يريد: لا تجعلوا ذلك لازمًا لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق.


(١) زاد في نسخة: "باب إكرام الخيل، وارتباطها، والمسح على أكفالها".
(٢) واختاره العيني في "شرح الطحاوي". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>