للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عاصم، عن همام، وهما من رواة الصحيحين، صحيح، ليس فيه علة.

وقد أخرج النسائي في "مجتباه" (١): أخبرنا عمران بن يزيد قال: ثنا عيسى بن يونس قال: ثنا عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة بن سهل قال: "كانت قبيعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة"، وهو أيضًا صحيح.

وسيأتي من حديث أبي داود من حديث عثمان بن سعد عن أنس بن مالك، ففيه عثمان بن سعد، وقد وثقه أبو نعيم الحافظ، وأبو جعفر البستي، والحاكم في "المستدرك"، وإن كان تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وعن ابن معين: ضعيف، وكذا قال الدارمي، ومع هذا مجموع الأحاديث في هذا الباب من الطرق المختلفة تبلغ درجة الصحة.

وأما ما في أبي داود: قال قتادة: وما علمت أحدًا تابعه على ذلك، فهذه العبارة بظاهرها غير صحيحة، ولعلها مسخها النساخ، وقد نقل صاحب "عون المعبود" (٢) توجيهًا عن صاحب "غاية المقصود": أن في هذه العبارة اختصارًا مخلًا للمقصود، وحق العبارة أن يقول: قال أبو داود: قال قتادة: يعني في رواية جرير بن حازم متصلًا، وفي رواية هشام الدستوائي مرسلًا، وما علمت من أصحاب قتادة، وهذا من بقية مقولة المؤلف، تابعه أي جرير بن حازم، فالضمير المنصوب يرجع إلى جرير بن حازم، لا إلى سعيد بن أبي الحسن، على ذلك أي الاتصال من مسندات أنس.

وهذا التوجيه مع أنه غير متبادر إلى الذهن يخالفه ما روي عن همام، عن قتادة، فإنه متابع لجرير إلَّا أن يقال: إن أبا داود لم يطلع على متابعة همام جرير بن حازم، ولكن قوله في النسخة على الحاشية: "والباقية ضعيف" يومئ إلى اطلاعه على ذلك، والله أعلم.


(١) "سنن النسائي" (٥٣٧٣).
(٢) "عون المعبود" (٧/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>