للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنَفَرُوا (١) لَهُمْ هُذَيْلٌ بِقَرِيبٍ مِنْ مائَةِ رجُلٍ رامٍ، فَلَمَّا أَحَسَّ (٢) بِهِمْ عَاصِمٌ لَجَأُوا إِلى قَرْدَدٍ، فَقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا فَأَعْطُوا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُم الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُم أَحَدًا (٣)، فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ

===

(فنفروا) قال العيني (٤): بتشديد الفاء، أي: استنجدوا لأجلهم، وفي رواية: "فنفر إليهم" بتخفيف الفاء، أي: خرج إليهم، أي: خرجوا ومشوا (لهم هذيل بقريب من مائة رجل رام).

قال الحافظ (٥): في رواية شعيب في الجهاد: "فنفروا لهم قريبًا من مئتي رجل"، والجمع بينهما واضح بأن المائة الأخرى غير رماة، ولم أقف على اسم أحد منهم. زاد البخاري في روايته: "فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلًا نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر تزوَّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم" (٦).

(فلما أحس بهم) أي: رآهم (عاصم) وأصحابه (لجأوا إلى قردد) بقاف وراء ودالين، هي الموضع المرتفع والجبل، وفي رواية البخاري: "إلى فَدْفَدٍ"، وهي الرابية المشرفة، (فقالوا) أي هذيل (لهم)، أي: لعاصم وأصحابه: (انزلوا) عن القردد (فأعطوا) إيانا (بأيديكم) أي انقادوا لنا (ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا (٧)، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر)، زاد البخاري: "اللَّهم أخبر عنا نبيك"، وفي رواية الطيالسي عن إبراهيم بن سعد: "فاستجاب الله لعاصم، فأخبر رسوله خبرهم، فأخبر أصحابه بذلك يوم


(١) في نسخة: "فنفرت".
(٢) وفي نسخة: "حَسَّ".
(٣) وفي نسخة: "أن لا يُقْتَل منكم أحد".
(٤) "عمدة القاري" (١٠/ ٣٧١).
(٥) "فتح الباري" (٧/ ٣٨١).
(٦) انظر: "صحيح البخاري" (٤٠٨٦).
(٧) لكنا نريد أن نصيب بكم شيئًا من أهل مكة، كذا في "الخميس" (١/ ٤٥٤). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>