للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ, بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ, فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا, كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى, فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِى كَفَفْتُ يَدِى عَنْ بَيْعَتِهِ, فَيَقْتُلُهُ» , فَقَالُوا (١): مَا نَدْرِى يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِى نَفْسِكَ, أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِى لِنَبِىٍّ أَنْ تَكُونَ (٢) لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ». [ن ٤٠٦٧، ق ٩/ ٢١٢]

===

أي: بابن أبي السرح (حتى أوقفه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال) أي عثمان: (يا نبي الله، بايع عبد الله) بن أبي السرح (فرفع) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رأسه فنظر إليه) أي عبد الله بن أبي السرح (ثلاثًا، كل ذلك يأبى) أي في كل مرة لم يلتفت إلى قول عثمان، وكف يده عن بيعته، ولم يبايعه، فكنى عنه بالإباء (فبايعه بعد ثلاث) أي بعد ثلاث مرات.

(ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد) أي: العاقل المتفطن (يقوم إلى هذا) أي: عبد الله بن أبي السرح (حيث رآني كففت يدي عن بيعته، فيقتله) لأنه كان مهدر الدم.

فإن قيل: كيف يجوز قتله، وقد أجاره عثمان - رضي الله عنه -؟ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجير عليهم أدناهم".

قلت: أولًا: لما أهدر دمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن يجيره عثمان، وثانيًا: لو سلم أنه أجاره عثمان، لا ينفعه إجارته قبل أن يستأمن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان مهدر الدم قبل ذلك في الحل والحرم.

(فقالوا) أي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت) أي: أشرت (إلينا بعينك؟ ) أي بقتله (قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين)


(١) في نسخة: "قالوا".
(٢) في نسخة: "يكون".

<<  <  ج: ص:  >  >>