للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «أَرْبَعَةٌ لَا أُؤْمِّنُهُمْ فِى حِلٍّ وَلَا حَرَمٍ» , فَسَمَّاهُمْ. قَالَ: وَقَيْنَتَيْنِ كَانَتَا لِمِقْيَسٍ, فَقُتِلَتْ إِحْدَاهُمَا, وَأُفْلِتَت (١) الأُخْرَى فَأَسْلَمَتْ. [ق ٩/ ٢١٢، قط ٢/ ٣٠١]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ أَفْهَمْ إِسْنَادَهُ مِنِ ابْنِ الْعَلَاءِ كَمَا أُحِبُّ.

===

(عن أبيه) أي: سعيد بن يربوع بن عنكثة بفتح المهملة وسكون النون وفتح الكاف بعدها مثلثة، ابن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي صحابي، كان اسمه في الجاهلية الصرم أو أصرم، فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح سعيدًا، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينًا، وهو أحد القرشيين الذين أمرهم عمر أن يجددوا أنصاب الحرم، مات وهو ابن مائة وعشرين سنة أو أزيد، له في السنن حديث واحد.

(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة: أربعة لا أؤمنهم) أي من القتل (في حل ولا حرم، فسماهم) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو الراوي (قال: وقينتين) القينة: الأمة المغنية، والماشطة على مطلق الأَمة, تغنَّت أو لم تتغنَّ (كانتا لمقيس) بن صبابة، (فقتلت إحداهما، وأفلتت) قال في "القاموس" (٢): وأفلتني الشيءُ، وتَفَلَّتَ مني: انفلت، أي: هربت بغتة، ونجت من القتل (الأخرى فأسلمت).

هذا الذي رواه أبو داود من أنهما كانتا لمقيس مخالف لما قال أهل السير، فإنهم قالوا: إن القينتين اللتين أهدر دمهما كانتا لابن خطل، فيمكن أن يكون كلاهما شركاء فيهما، أو كانتا أولًا في ملك أحدهما، ثم في ملك الآخر منهما، والله أعلم.

(قال أبو داود: ولم أفهم إسناده من) شيخي (ابن العلاء كما أحب)، ولعله أقام له إسناد هذا الحديث بعض تلامذة الشيخ محمد بن العلاء.


(١) في نسخة بدله: "افتتلت"، وفي نسخة: "أقبلت".
(٢) "القاموس المحيط" (ص ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>