للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ثم ذكر حديثًا آخر عن "مراسيل أبي داود": عن عبد ربه بن الحكم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حاصر الطائف خرج إليه أرقاء من أرقائهم، فأسلموا، فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أسلم مواليهم بعد ذلك رد النبي - صلى الله عليه وسلم - الولاء إليهم.

ثم أخرج حديثًا آخر عن البيهقي مرسلًا: عن عبد الله بن مكرم الثقفي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن خرج إليهم من عبيد الطائف، ثم وقد أهل الطائف، فأسلموا، فقالوا: يا رسول الله! رد علينا رقيقنا الذين أتوك، فقال: لا، أولئك عتقاء الله، ورد على كل رجل ولاء عبده، انتهى كلامه.

ولقد تحيرت في هذه القصة (١) التي وقعت في حديث "أبي داود" و"الترمذي" و"المستدرك" في الحديبية، فالظاهر أن الذي ذكر أنها وقعت في الحديبية غلط من بعض الرواة بثلاثة أوجه:

الأول: أن علماء السير متفقون على أن مجيء العبيد من الكفار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في غزوة أوطاس، ولم يذكره أحد في الحديبية.

والثاني: قوله: "فقال ناس: صدقوا" وإن كان على ظاهر السياق، ويحتمل أن يكون المراد من الناس الموجودين من الصحابة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لا يقبل الطبع السليم أن الصحابة (٢) الكبار - رضي الله عنهم- يقولون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكلام بالظن والتخمين من غير أن يستشيرهم، على أن جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "ما أراكم تنتهون يا معشر


(١) ولا يبعد أن تكون هذه هي المذكورة في "باب السنن على الأسير بغير فداء"، فالتبس على الراوي، فليفتش. (ش).
(٢) قلت: لكن يشكل عليه أن في "إزالة الخفاء" نسب هذا القول إلى الشيخين - رضي الله عنهما- فتأمل، إلا أن فيها صدقوا أنهم جيرانكم وحلفاؤك، فكان التصديق في ذلك الأمر خاصةً، والله تعالى أعلم. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>