للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عِنْدَهَا فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ قَرْنِ (١) الشَّعْرِ, كُلَّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ الشَّعْرِ لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ.

[حم ٦/ ٣٥٩ , ق ١/ ٦٠]

===

عندها فمسح الرأس كله من قرن الشعر)، وأثبت الشوكاني (٢) في نقل هذا الحديث في متن "منتقى الأخبار": "فمسح الرأس كله من فوق الشعر"، ثم قال في "شرحه": ووقع في نسخة من الكتاب مكان "فوق" "فرق"، وفي "سنن أبي داود" ثلاث نسخ (٣)؛ هاتان، والثالثة: قرن، أي يبدأ من أعلى الرأس إلى (كل ناحية) كائنة (لمنصبِّ الشعر) (٤) بضم الميم وسكون النون وفتح الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة، أي لمحل انصبابه وانحداره وهو أسفل رأسه، فحاصله أنه - صلى الله عليه وسلم - مسح من الناصية إلى القذال.

(لا يحرك الشعر عن هيئته) معناه أنه - صلى الله عليه وسلم - مسح الرأس كله بيديه الشريفتين من الأعلى إلى الأسفل مرة واحدة بإمرار اليدين على الرأس باللين والسهولة لا بالعنف والشدة، حتى لا يحرك الشعر عن هيئته، أو لم يمسح من الأسفل إلى الأعلى، فلو مسح من الأسفل إلى الأعلى لاختلَّ نظام الشعر، ولكن هذا التأويل الثاني يعارض ما سبق من حديث الربيع بنت معوذ برواية بشر بن المفضل وسفيان، فإن فيها: "يبدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه"، فالأقرب هو التأويل الأول.


(١) وفي نسخة: "قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ عندها فمسح الرأس كله من فرق الشعر".
(٢) انظر: "نيل الأوطار" (١/ ٢٠٥).
(٣) وضبطه ابن رسلان بفوق وقرن، وقال: فيه روايتان، ثم قال: وفي بعض النسخ فرق. (ش).
(٤) قال ابن رسلان: أي للناحية التي ينصب الشعر إليه ويسترسل، وهذا مخصوص لمن له شعر طويل. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>