(يعني) زاد لفظ: يعني, لأن الراوي لم يحفظ لفظ الشيخ، فرواه بما هو في معنى لفظ الشيخ، ولكن في "البخاري" بغير لفظ: يعني.
(فأرسلوا) كفار قريش (في طلبه) أي أبي بصير رجلين: خنيس بن جابر، ومولى له يقال له: كوثر (فدفعه) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بصير، (إلى الرجلين) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هؤلاء القوم صالحونا على ما علمت، وإنا لا نغدر، فالحق بقومك، فقال: أتردني على المشركين، يفتنوني عن ديني ويعذبونني، قال: اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك فرجًا ومخرجاً"، وفي رواية أبي المليح:"فقال له عمر: أنت رجل، وهو رجل، ومعك السيف".
(فخرجا به، حتى إذا بلغا ذا الحليفة، نزلوا، يأكون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين)، وفي رواية:"للعامري"، وفي رواية ابن سعد:"لخنيس بن جابر": (والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدًا، فاستله) أي: أخرجه من غمده (الآخر، فقال) أي: الآخر: (أجل، قد جربت به، فقال أبو بصير: أرني انظر إليه، فأمكنه منه) أي: أعطاه بيده، فأقدره عليه (فضربه) أي: ضرب أبو بصير خنيس بن جابر (حتى برد) أي: سكن ومات (وفرَّ الآخر) أي: مولى خنيس بن جابر (حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو) أي: يشتد هربًا خوفاً من أن يلحقه أبو بصير فيقتله.