للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا» , فَقَالَ: قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِى وَإِنِّى لَمَقْتُولٌ.

فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ: قَدْ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ, فَقَدْ (١) رَدَدْتَنِى إِلَيْهِمْ, ثُمَّ نَجَّانِى اللَّهُ مِنْهُمْ, فَقَالَ النَّبِىُّ (٢) -صلى الله عليه وسلم-: «وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ, لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ» , فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ, فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ،

===

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي لما رآه: (لقد رأى هذا) أي: الرجل (ذعرًا) أي: خوفًا وفزعًا، (فقال) الرجل: (قُتل والله صاحبي، وإني لمقتول) أي: إن لم تردوه عني (فجاء أبو بصير، فقال: قد أوفى الله ذمتك) أي: فليس عليك منهم عتاب فيما صنعت أنا, وليس بيني وبينهم عهد ولا عقد (فقد رددتني إليهم، ثم نجاني الله منهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ويل أمه) بضم اللام ووصل الهمزة وكسر الميم المشددة، وهي كلمة ذم تقولها العرب في المدح، ولا يقصدون ما فيها من معنى الذم (مِسْعَر حرب) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح العين المهملة، والنصب على التمييز أو الحال، ولأبي ذر: مسعر بالرفع، أي: هو مسعر حرب.

(لو كان له أحد) أي: ينصره ويعاضده ويناصره، وفيه إشارة إلى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينصره، بل يرده إلى المشركين لأجل العهد، وفيه إشارة خفية إليه بالفرار ورمز إلى من بلغه ذلك من المسلمين المحبوسين بمكة أن يلحقوا به.

(فلما سمع ذلك) أبو بصير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (عرف أنه سيرده إليهم، فخرج) أي: أبو بصير، (حتى أتى سيف البحر) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها فاء، أي: ساحله، وعيَّن ابن إسحاق المكان فقال: حتى نزل العيص، وهو بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها مهملة، وكان طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام، وهو يحاذي المدينة إلى جهة الساحل، قريب من بلاد بني سليم.


(١) في نسخة بدله: "وقد".
(٢) في نسخة: "رسول الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>