للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٤٥ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: نَا يَزِيدٌ قَالَ: نَا يُونُسُ, عَنِ الْحَسَنِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا, فَاقْتُلُوا مِنْهَا الأَسْوَدَ الْبَهِيمَ». [ن ٤٢٨٠، ت ١٤٨٩، ١٤٨٦، جه ٣٢٠٥، حم ٤/ ٨٥]

===

وقيل: سبب النقصان امتناع الملائكة من دخول (١) بيته، أو ما يلحق المارين من الأذى، أو لأن بعضها شياطين، أو عقوبة لمخالفة النهي، أو لولوغها في الأواني عند غفلة صاحبها، فربما يتنجس الطاهر منها، فإذا استعمل في العبادة لم يقع موقع الطاهر، ملخص من "الفتح" (٢).

٢٨٤٥ - (حدثنا مسدد قال: نا يزيد قال: نا يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا أن الكلاب) أي: جنسها (أمة) أي: جماعة (من الأمم) فخلق كل جنس من المخلوقين لا يخلو عن حكمة ومصلحة، فلولا هذا (لأمرت بقتلها) كلها، (فاقتلوا منها الأسود البهيم).

قال الخطابي (٣): معنى هذا الكلام، أنه - صلى الله عليه وسلم - كره إفناء أمة من الأمم وإعدام جيل من الخلق, لأنه ما من خلق لله تعالى إلَّا وفيه نوع من الحكمة والمصلحة، يقول: إذا كان الأمر على هذا ولا سبيل إلى قتلهن فاقتلوا شرارهن، وهي السود البهم، وأبقوا ما سواها لتنتفعوا بهن في الحراسة.


(١) وفي "شرح الإقناع": سبب عدم دخولها أن إبليس لما بصق على ابن آدم حين كان ملقى على باب الجنة هبط جبريل وكشط من البزقة أول مرة، وألقاها، فخلق منها الكلب المعروف، وثاني كشطة خلق منها كلب الصيد، فهما مخلوقان من أثر بصقة إبليس، والملك النازل بالرحمة وإبليس لا يجتمعان، انتهى. (ش).
(٢) "فتح الباري" (٥/ ٦ - ٧) ح (٢٣٢٢).
(٣) "معالم السنن" (٤/ ٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>