للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَسْمِ رَسُولِهِ (١): فَالرَّجُلُ (٢) وَقِدَمُهُ، وَالرَّجُلُ وَبَلَاؤُهُ، وَالرَّجُلُ وَعِيَالُهُ، وَالرَّجُلُ وَحَاجَتُهُ".

===

من كتاب الله عز وجل) أي مراتبنا المبينة من كتاب الله، كقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} الآيات الثلاث (٣)، وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} (٤) الآية، وغيرهما من الآيات الدالّة على تفاوت منازل المسلمين.

(وقسم رسوله) - صلى الله عليه وسلم - أي ومن قسمه مما يسلكه من مراعاة التمييز بين أهل بدر، وأصحاب بيعة الرضوان، وذوي المشاهد الذين شهدوا الحروب، وبين المعيل وغيره (فالرجلُ وقِدَمُه) بكسر القاف، أي تقدمه في الإِسلام، معناه: فالرجل يقسم له ويراعى قِدَمُه في الإِسلام (والرجل وبلاؤه) أي ابتلاؤه في الحرب، والمراد مشقته وسعيه (والرجلُ وعيالُه) أي ممن يَمُونُه فيراعى ذلك له (والرجلُ وحاجتُه) أي مقدار حاجته.

قال القاري (٥): قال التوربشتي: كان رأي عمر - رضي الله عنه - أن الفيء لا يخمس، وأن جملته لعامة المسلمين يصرف في مصالحهم لا مزية لأحد منهم على آخر في أصل الاستحقاق، وإنما التفاوت في التفاضل بحسب اختلاف المراتب والمنازل، وذلك إنما بتنصيص الله تعالى على استحقاقهم كالمذكورين في الآية، خُصوصًا منهم من كان من المهاجرين والأنصار لقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} أو بتقديم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتفضيله إما لسبق إسلامه، وإما بحسن بلائه، وإما لشدة احتياجه وكثرة عياله.


(١) في نسخة: "رسول الله".
(٢) وفي نسخة: "والرجل".
(٣) سورة الحشر: الآية ٨.
(٤) سورة التوبة: الآية ١٠٠.
(٥) "مرقاة المفاتيح" (٧/ ٦٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>