للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا فُلَانُ؟ قَالَ: بَهْمَةً, قَالَ: فَاذْبَحْ (١) لَنَا مَكَانَهَا شَاةً, ثُمَّ قَالَ: "لَا تَحْسِبَنَّ" - وَلَمْ يَقُلْ: لَا تَحْسَبَنَّ - "أَنَّا مِنْ أَجْلِكَ ذَبَحْنَاهَا,

===

وهو غلط، من ولدت الشاة توليدًا إذا حضرت ولادتها فعالجتها حين تبين الولد منها، والمولدة القابلة، والمحدثون يقولون: ما ولدت يعنون الشاة، والمحفوظ التشديد بخطاب الراعي (يا فلان؟ ) كناية عن اسم الراعي ولم يعرف اسمه.

(قال: بهمة) بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء، أي قال الراعي: الذي ولّدت بهمة، فيكون مرفوعًا، أو تقديره ولدت بهمة، فعلى هذا يكون منصوبًا، وهو المحفوظ رواية كما صرح به الشارح، والبهمة: ولد الضأن والمعز الذكر والأنثى، ولكن هذا الحديث يدل على أن البهمة (٢) ها هنا اسم للأنثى, لأنه إنما سأله (٣) ليعلم أذكر ولد أو أنثى؟ وإلَّا فتولد أحدهما كان معلومًا (٤).

(قال: فاذبح لنا مكانها شاة، ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تَحْسِبَنَ، ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ) وهذا من كلام لقيط بن صبرة أو من بعض الرواة، والغرض منه إظهار كمال حفظه ببيان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نطق بهذا اللفظ بكسر السين، ولم ينطق بفتحه، وأنه على يقين من ذلك (أنَّا من أجلك ذبحناها) يعني: لا تظن أنت أن الشاة التي ذبحناها من أجلك ذبحناها،


(١) وفي نسخة: "اذبح".
(٢) وفي "التقرير": أن الأصل فيه الأنثى، ثم أطلق على الذكر أيضًا. (ش).
(٣) قال السيوطي: ويحتمل أنه سأل ليعلم هل المولود واحد أو أكثر ليذبح بقدره من الشياه؟ كذا في "الغاية"، ويحتمل أنه لمجرد تقرير لا لسؤال، وكذا في "التقرير". (ش).
(٤) وكذا قال ابن رسلان، والأوجه عندي ما قاله السيوطي. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>