للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِي بفَاطِمَةَ بِنْتِ (١) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - واعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِي بِإِذْخِرَ، أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي.

فَبَيْنَا أنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ

===

(فلما أَرَدْتُ أَن أَبْتَنِي بفاطمةَ بنتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أدخل بها، والبناء الدخول بالزوجة، وأصله أنهم كانوا من أراد ذلك بُنيتْ له قبة فخلا فيها بأهله.

واختلف في وقت دخول علي بفاطمة، وهذا الحديث يشعر بأنه كان عقب وقعة بدر، ولعله كان في شوال سنة اثنتين، فإن وقعة بدر كان في رمضان منها، وقيل: تزوجها في السنة الأولى، ونقل ابن الجوزي أنه كان في صفر سنة اثنتين، وقيل: في رجب، وقيل: في ذي الحجة، وقيل: تأخر دخوله بها إلى سنة ثلاث، وفيه بُعد.

(وَاعَدْتُ رجلًا صَوّاغًا) قال الحافظ (٢): لم أقف على اسمه (من بني قينقاع) قبيلة من اليهود (أن يرتحلَ معي فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرَ، أردت أن أبيعَه من الصوّاغين فأستعين به) أي بما يَحْصَلُ من بيع الإذخر (في وليمة عرسي) بكسر العين المهملة وسكون الراء، أي في وليمة زوجتي، أو بالضم وبضمتين وهو النكاح، قال في القاموس: والعِرس بالكسر: امرأة الرجل، وبالضم وبضمتين: النكاح.

(فبينا أنا أجمع لشارفَيَّ) بفتح الفاء، صيغة التثنية، مضافة إلى ياء المتكلم (متاعًا من الأقتاب) جمع قتب، وهو الرحل الصغير, وهو للجمل كالإكاف لغيره (والغرائر) جمع غِرارة بكسر غين معجمة ورائين، وهي الجوالق للتبن وغيره (والحبال) بكسر الحاء المهملة جمع حبل (وشَارِفايَ مناخان) وفي رواية


(١) في نسخة: "ابنة".
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>