للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ، أَقْبَلْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا بِشَارِفَيَّ قَدِ اجْتُبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ في شَرْبٍ مِنَ الأَنْصَارِ، غَنَّتْهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا:

أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ (١) النِّواء

===

الأكثر: مناختان، فالتذكير باعتبار لفظ الشارف، والتأنيث باعتبار كونهما ناقتين (إلى جنب حجرة رجل من الأنصار) لم أقف على اسمه.

(أَقْبَلْتُ حين جَمَعْتُ ما جَمَعْتُ) أي من الأقتاب والغرائر والحبال (فإذا) أي فإذا أنا ملاقٍ (بشَارِفيَّ قد اجْتُبَّتْ) أي قطعت (أسنمتُهما) جمع سِنام (وبُقِرَتْ) أي شقّت (خواصرُهما) جمع خاصرة (وأُخِذ من أكبادِهما، فلم أملك عَيْنَيَّ حين رأيتُ ذلك المنظر) أي رأيت منظرًا أفزعني، فجرى دمعي وبكيت، وإنما غلبه البكاء لظنه تأخّر الابتناء بزوجته بسبب فوات ما يستعان به عليه، أو لخشية أن ينسب في حقها التقصير، لا لمجرد فوات الناقتين من حيث أنهما من متاع.

(فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فَعَلَه حمزةُ بنُ عبد المطلب، وهو) أي حمزة (في هذا البيت في شَرْبٍ) أي جماعة شاربي الخمر (من الأنصار) وهي إذ ذاك لم تحرم (غَنَّتْهُ قَيْنَةٌ) أي أمة مغنية (وأصحابَه) عطف على الضمير المنصوب (فقالت في غنائها):

(أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ).

حمز مُرَخَّم حمزة، والشُّرُف بضمتين جمع شارف، وهي المسنة من النوق، والنوَاء بالكسر والمد: السِّمَان، جمع ناوية، وتمامه: "وَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ


(١) في نسخة: "ذا الشرف".

<<  <  ج: ص:  >  >>