للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوَثَبَ إِلَى السَّيْفِ فَاجْتَبَّ (١) أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، فَأَخَذَ (٢) مِنْ أَكْبَادِهِمَا.

قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ زيدُ بْنُ حَارِثَةَ (٣)، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لَكَ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ

===

بِالْفَنَاءِ" (٤)، حكى المرزباني في "معجم الشعراء" (٥) أن هذا الشعر لعبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي المدني، وبقيته:

ضع السكين في اللَّبَّات منها ... وضَرِّجْهُنَّ حمزةُ بالدماء

وعَجِّلْ من أطايبها لشَرْبٍ ... قديدًا من طبيخ أو شواء

(فوثب) أي قام حمزة مسرعًا (إلي السيف فَاجْتَبَّ) أي قطع (أَسْنِمَتَهُمَا وبَقَرَ) أي شَق (خواصرَهُما، فأخذ من أكبادِهما) ولعله ذبحهما أولًا، ثم فعل ما فعل.

قال الحافظ (٦): وفي الحديث حل تذكية الغاصب؛ لأن الظاهر أنه ما بَقَر خواصرَهما وجبّ أسنمتهما إلَّا بعد التذكية المعتبرة، ويمكن أن يكون فعله هذا في غلبة السكر، ولم يثبت في حديث أنهم أكلوا ذلك، ولو أكلوا فيمكن أن يكون أكلهم في حالة السكر.

(قال علي: فانطلقتُ حتى أدخلَ) أي دخلتُ (على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيدُ بنُ حارثة، فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لقيتُ) مما عدا حمزة على ناقَتَيَّ (فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك؟ قال) علي: (فقلتُ: يا رسولَ الله، ما رأيتُ


(١) في نسخة: "فَأجَبَّ".
(٢) في نسخة: "وأخذ".
(٣) زاد في نسخة: "قال".
(٤) في الأصل: "بالفضاء"، وهو تحريف.
(٥) في الأصل: "مجمع الشعراء"، وهو تحريف، والتصحيح من "فتح الباري" (٦/ ٢٠١).
(٦) "فتح الباري" (٦/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>