للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! اهْتِفْ بِالأَنْصَارِ"، قَالَ: "اسْلُكُوا هَذَا (١) الطَّرِيقَ، فَلَا يُشْرِفَنَّ لَكُمْ أَحَدٌ

===

قال في "الخميس" (٢): لما خرج أبو سفيان وحكيم من عنده - صلى الله عليه وسلم - راجعَين إلى مكة، بَعَثَ في أثرهما الزبيرَ بنَ العوام، وأعطاه الراية، وأَمَّرَه على خيل المهاجرين والأنصار، وأَمَرَه أن يسيرَ من طريق كداء وأن يركز رايته بأعلى الحجون، وقال له: لا تبرح من حيث أمرتك أن تركز رايتي حتى آتيك، وجعل أبا عبيدة بن الجراح على الحسر والبياذق، فسار الزبير بالناس حتى وقف بالحجون.

وأمر خالد بن الوليد - وكان على المجنبة اليمنى - أن يدخل في من أسلم من قضاعة وبني سليم وأسلم وغفار وجهينة ومزينة وسائر القبائل، فدخل من الليط أسفل مكة، وبها بنو بكر وبنو الحارث بن عبد مناة والأحابيش الذين استنفرتهم واستنصرتهم قريش وأمرتهم أن يكونوا بأسفل مكة، وأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خالدًا أن يركز رايته عند منتهى البيوت وأدناها.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالدٍ والزبير: لا تقاتلوا إلَّا من قاتلكم، ولم يكن بأعلى مكة من مكة من قبل الزبير قتال، وأما خالد بن الوليد فدخل من اللِيط أسفل مكة، فلقيه قريش وبنو بكر والأحابيش فقاتلوه، فقتل منهم قريبًا من عشرين رجلًا، ومن هذيل ثلاثة أو أربعة، وانهزموا، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أواخر المهاجرين حتى نزل بأعلى مكة، وضربت له هناك قبة.

(وقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا هريرة، اهتِفْ بالأنصار) أي نادِهم وادعُهُم لي، فناداهم فاجتمعوا (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم: (اسْلُكوا هذا الطريق، فلا يُشْرِفَنّ لكم أحدٌ) أي لا يطلع عليكم أحدٌ من أتباع قريش للقتال ممن قدمهم


(١) في نسخة: "هذه".
(٢) "تاريخ الخميس" (٢/ ٨١ - ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>