للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُحَدِّثُ, عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِىِّ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ وَمَعَهُ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ, وَكَانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلًا مَارِدًا مُنْكَرًا, فَأَقْبَلَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, أَلَكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا حُمُرَنَا, وَتَأْكُلُوا ثَمَرَنَا, وَتَضْرِبُوا نِسَاءَنَا؟ فَغَضِبَ, يَعْنِى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-, وَقَالَ: «يَا ابْنَ عَوْفٍ! ارْكَبْ فَرَسَكَ, ثُمَّ نَادِ (١): أَلَا إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ إلَّا لِمُؤْمِنٍ, وَأَنِ اجْتَمِعُوا لِلصَّلَاةِ».

قَالَ: فَاجْتَمَعُوا، ثُمَّ صَلَّى بِهِم النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَامَ


عوف سئل عن الأحوص بن حكيم، فقال: ضعيف الحديث، وأبوه شيخ صالح، وقال ابن سعد: كان معروفًا قليل الحديث.
(يحدث عن العرباض بن سارية السلمي قال: نَزَلْنَا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خيبرَ، ومعه مَن معه من أصحابه)، والظاهر أن هذه القصة وقعت بعد فتح خيبر حين أقرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصالحهم على النصف.
(وَكَانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ) أي رئيسهم من اليهود (رجلًا ماردًا) أي عاتيًا (منكرًا) أي داهيًا فطنًا (فأقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، ألكم) أي أيحل لكم (أن تذبحوا حُمُرَنا، وتأكلوا ثَمَرَنا، وتضربوا نساءَنا؟ ) ولعل في قوله: "أن تذبحوا حمرنا" إشارةً إلى ما فعل بعض أصحابه عند الفتح من ذبح الحمر، والمراد بأكل الثمر أكلهم زائدًا على ما تقرر عليهم من نصف خيبر، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - صدق قوله (فَغَضِبَ يعني النبي عليه السلام، وقال: يا ابن عوف) والظاهر أنه عبد الرحمن بن عوف (اركبْ فرسَك، ثم نَادِ: أَلَا إن الجنة) أي دخولها الأولى (لا تحلّ إلَّا لمومن) كامل الإيمان (وأن اجتمعوا للصلاة) بصيغة الأمر.
(قال: فاجتمعوا، ثم صلَّى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم) أي بعد الفراغ من الصلاة (قام)

<<  <  ج: ص:  >  >>