للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُمْ: «قَدْ أَصَبْتُمْ» , أَوْ: «قَدْ أَحْسَنْتُمْ». [خ ١٨٢، ٢٠٣، ٢٦٣، ٥٧٩٨، م ٢٧٤، ن ١٠٨، جه ٥٤٥، ت ٩٧ بألفاظ مختلفة مطوّلًا ومختصرًا]

===

الأول: أن الفزع الذي حصل لهم وإكثارهم التسبيح يكون في وقت مجيئه - صلى الله عليه وسلم - وعند دخوله في الصلاة، والدليل عليه ما قال الزرقاني في "شرح الموطأ" (١): وعند ابن سعد: "فانتهينا إلى عبد الرحمن وقد ركع ركعة، فسبَّح الناس له حين رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كادوا يفتنون، فجعل عبد الرحمن يريد أن ينكص، فأشار إليه - صلى الله عليه وسلم - أن اثبت"، فهذا السياق يدل على أن ما صدر منهم من فزعهم وتسبيحهم كان حين كانوا في حرمة الصلاة، فعلى هذا كان تسبيحهم لأجل أن يتنبه إمامهم وينكص على عقبيه.

والاحتمال الثاني الذي يدل عليه ظاهر سياق رواية أبي داود: أن فزع المسلمين وإكثارهم التسبيح صدر منهم حين فرغوا من الصلاة، فكان إكثارهم التسبيح لأجل فزعهم على تقصيرهم بتفويتهم ركعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسبقهم إياه بالصلاة، ويمكن أن يكون الفزع والتسبيح في كلتا الحالتين.

(فلما سلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وفرغ من أداء الركعة التي سبق بها ورآهم فزعوا لسبقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال لهم) تسكينًا لقلوبهم: (قد أصبتم) أي بلغتم الصواب (أو قد أحسنتم) و"أو" هذا للشك من الراوي بأنه قال هذا اللفظ أو هذا.

قال النووي (٢): في هذا الحديث فوائد، منها جواز اقتداء الفاضل بالمفضول، وجواز صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - خلف بعض أمته، وأن الأفضل تقديم الصلاة في أول الوقت، وأن الإِمام إذا تأخر عن أول الوقت استحب


(١) "شرح الزرقاني" (١/ ٧٧).
(٢) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٣/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>