للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٠ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِى ابْنَ سَعِيدٍ -.

(ح): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قال: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ,

===

للجماعة أن يقدموا أحدهم فيصلي بهم، وأن من سبقه الإِمام ببعض الصلاة أتى بما أدرك، فإذا سلم الإِمام أتى بما بقي عليه، وأن اتباع المسبوق للإمام في فعله في ركوعه وسجوده وجلوسه وإن لم يكن ذلك موضع فعله لازم، وأن المسبوق إنما يفارق الإِمام بعد سلام الإِمام، وأما بقاء عبد الرحمن في صلاته وتأخر أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - فالفرق بينهما (١) أن في قضية عبد الرحمن كان قد ركع ركعة فترك النبي - صلى الله عليه وسلم - التقدم، لئلا يختل ترتيب صلاة القوم، بخلاف قضية أبي بكر - رضي الله عنه -.

قلت: هذا الفرق غير مناسب ولا تؤيده الروايات، فإن الذي ورد فيها أنه - صلى الله عليه وسلم - كما أشار إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بعدم التأخر، كذلك أشار إلى عبد الرحمن بن عوف بعدم التأخر، فأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - تأخر مع الإشارة له بعدم التأخر، وعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه - لم يتأخر، فالأحسن أن يقال: إن أبا بكر فهم أن سلوك الأدب أولى من امتثال الأمر الذي ليس للوجوب، بخلاف عبد الرحمن فإنه فهم أن امتثال الأمر أولى، ولا شك أن الأول أكمل، وقد يقال: إن أبا بكر بلغ من الفرح مبلغًا لم يملك نفسه عن التأخر، وللمبالغة في امتناعه عن التقدم، قاله علي القاري (٢).

١٥٠ - (حدثنا مسدد) بن مسرهد (قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد) ابن فروخ القطان (ح: وحدثنا مسدد قال: حدثنا المعتمر) بن سليمان،


(١) وبه جزم ابن رسلان. (ش).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>