للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدْ أَسَرُوا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم -.

قَالَ: وَقَدْ قَالَ فِيمَا قَالَ: وَأَنَا مُسْلِمٌ, أَوْ قَالَ: وَقَدْ أَسْلَمْتُ, فَلَمَّا مَضَى (١) , قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَهِمْتُ هَذَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: "نَادَاهُ يَا مُحَمَّدُ! يَا مُحَمَّدُ! قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم - رَحِيمًا رَفِيقًا, فَرَجَعَ إِلَيْهِ, قَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟ » , قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ. قَالَ: «لَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلَاحِ».

===

قد أسروا رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) لم أقف على تسميتهما، فأسر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بني عقيل من حلفاء ثقيفٍ ليفادى برجلين من أصحابه، وكانا، أي ثقيف وبنو عقيل من أهل الحرب.

(قال) أي عمران بن حصين: (وقد قال) أي الرجل العقيلي (فيما) أي في الكلام الذي (قال: وأنا مسلم، أو) للشك من الراوي (قال) أي العقيلي: (وقد أسلمت، فلما مضى) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال أبو داود: فهمت هذا) أي من قوله: فلما مضى (من محمد بن عيسى) أي لم أفهم هذا الكلام من سليمان بن حرب، ولكن فهمت من محمد بن عيسى (ناداه) أي نادى العقيلي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (يا محمد! يا محمد).

(قال) أي عمران بن حصين: (وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا) كما قال الله تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٢)، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٣) (رفيقًا) بالفاء من الرفق، هكذا في نسخ أبي داود، وفي رواية مسلم: "رقيقًا" من الرقة وهو اللين (فرجع إليه فقال: ما شأنك؟ قال: إني مسلم، قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو قلتَها) أي هذه الكلمة (وأنت) أي والحال أنت (تملك أمرك) والمراد قبل الأسر (أفلحتَ كل الفلاح)


(١) زاد في نسخة: "النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عيسى: ثم ناداه".
(٢) سورة التوبة: الآية ١٢٨.
(٣) سورة الأنبياء: الآية ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>