فلما ذهبوا بها، وأسروا امرأة من المسلمين) وهي امرأة أبي ذر (قال) عمران: (فكانوا إذا كان الليل يريحون) أي ينيخون (إبلهم في أفنيتهم) من خوف إغارة المسلمين.
(قال) عمران: (فنوموا) بصيغة المجهول من التفعيل أي ألقي عليهم النوم (ليلة وقامت المرأة) وأرادت أن تهرب على إبل منها (فجعلت لا تضع يدها على بعير) لتركبه (إلَّا رغا) أي صات، فتتركها لخوف أن ينتبه أحد من المشركين (حتى أتت على العضباء، قال) عمران: (فأتت على ناقة ذلول) أي مطيعة مُذَلَّلَة (مجرسة) أي مجربة في الركوب والسير (قال) عمران: (فركبتها). ولفظ مسلم: فقعدت في عجزها، ثم زجرتها فانطلقت (ثم جعلت لله عليها) نذرًا (إن نجاها الله) من أيدي المشركين (لتنحرنها). وفي لفظ مسلم:"ونذروا بهما وطلبوها فأعجزتهم".
(قال) عمران: (فلما قدمت المدينة عُرِفَت الناقةُ ناقةُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُخْبِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك) أي بقدومها المدينة على ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - (فأرسل) النبي - صلى الله عليه وسلم - (إليها فجيء بها) أي بالمرأة (وأخبِرَ) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (بنذرها، فقال: بئس ما جَزَتْها أو) شك من الراوي (جزيتِها إن) حرف الشرط (الله أنجاها عليها) أي أنجاها الله (لتنحرنها)
(١) زاد في نسخة: قال ابن عيسى: "فلم ترغ، ثم اتفقا".