وهم ثلاثة رجال من أصحاب الصفة (وكان أبو بكر) - رضي الله عنه - (يتحدث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل، فقال) أبو بكر لي: (لا أرجعن إليك حتى تفرغ من ضيافة هؤلاء) الأضياف (ومن قراهم) أي أفرغ من قرى الأضياف قبل مجيئي ولا تنتظرني (فأتاهم) أي عبد الرحمن (بقراهم) أي بضيافتهم (فقالوا) أي الأضياف: (لا نطعمه حتى يأتي أبو بكر، فجاء) أبو بكر - رضي الله عنه - حين ذهب إلى الليل ما شاء الله (فقال: ما فعل أضيافكم؟ ) أي رجعوا بعد ما فرغوا من القرى أو لم يفرغوا (أفرغتم من قراهم؟ قالوا) أي أهل البيت (لا) أي لم نفرغ من قراهم.
(قلت: قد أتيتهم بقراهم فأبوا) أي امتنعوا عن الأكل (قالوا: والله لا نطعمه حتى يجيء) أي أبو بكر (فقالوا) أي الأضياف: (صدق) عبد الرحمن (قد أتانا به) أي القرى (فأبينا حتى تجيء، قال) أي أبو بكر: (فما منعكم؟ قالوا: مكانك) أي احترامًا لمنزلتك.
(قال) أبو بكر: (فوالله لا أطعمه) أي الطعام (الليلة، قال) عبد الرحمن: (فقالوا) أي الأضياف: (ونحن) والله (لا نطعمه حتى تطعمه، قال) أبو بكر: (ما رأيت في الشر كالليلة) أي كالشر في هذه الليلة (قط، قال) أبو بكر: