للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِىُّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْقُرْآنَ وَالْكِتَابَ، فَأَهْدَى إِلَىَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِى عَنَهَا (١) فِى سَبِيلِ اللَّهِ، لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلأَسْأَلَنَّهُ فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ أَهْدَى إِلَىَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ، وَلَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِى عَنْهَا (٢) فِى سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ: "إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا". [جه ٢١٥٧، حم ٥/ ٣١٥]

===

عبد الرحمن الرؤاسي) بضم الراء وبالهمزة مخففة: قبيلة، (عن مغيرة بن زياد، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة) الكندي الشامي، عن عبادة بن الصامت، قال: "علمت ناسًا من أهل الصفة القرآن" الحديث، قال ابن المديني: لا أحفظ عنه غير هذا الحديث، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: إنه شامي معروف، ونقل الذهبي في "الميزان" (٣) عن ابن المديني: أنه قال: لا يعرف.

(عن عبادة بن الصامت قال: علمت ناسًا من أهل الصفة القرآن والكتاب) أي: الكتابة (فأهدى إلى رجل منهم قوسًا، فقلت) أي في نفسي: (ليست بمال) أي: لم يعهد في العرف عد القوس من الأجرة، فأخذها لا يضر (وأرمي عليها في سبيل الله، لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأسالنه) أي: عن القوس (فأتيته فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إلى قوسًا ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمال) أي: عظيم (وأرمي عنها في سبيل الله تعالى، قال: إن كنت تحب أن تطوق طوقًا من نار فاقبلها).

قال الخطابي (٤): اختلف الناس في معنى هذا الحديث وتأويله، فذهب قوم من العلماء إلى ظاهره، فرأوا أن أخذ الأجرة والعوض على تعليم


(١) في نسخة بدله: "عنها".
(٢) في نسخة بدله: "عليها".
(٣) "ميزان الاعتدال" (٩٨٠).
(٤) "معالم السنن" (٣/ ٩٩، ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>