للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٧١ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: نَا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ قَالَ: نَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِيِّ، عن عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: "أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ دَعَاهُ وَعَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ عَوْفٍ، فَسَقَاهُمَا قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، فَأَمَّهُمْ عَلِيٌّ في الْمَغْرِبِ وَقَرَأَ (١): {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَخَلَط فِيهَا، فَنَزَلَتْ: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}. [ت ٣٠٢٦]

===

من عمل الشيطان، وما هو من عمله حرام، والثالث قوله: فاجتنبوه، وما أمر الله تعالى باجتنابه فهو حرام، والرابع قوله: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وما علق رجاء الفلاح باجتنابه فالإتيان به حرام، والخامس قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}، وما هو سبب وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين فهو حرام، والسادس: {وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ}، وما يصد به الشيطان المسلمين عن ذكر الله وعن الصلاة فهو حرام، والسابع قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، معناه: وما أمر الله عباده بالانتهاء عنه فالإتيان به حرام.

٣٦٧١ - (حدثنا مسدد، قال: نا يحيى، عن سفيان قال: نا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب: أن رجلًا من الأنصار) لم أقف على تسميته (دعاه) أي عليًا (وعبد الرحمن بن عوف) عطف على ضمير دعاه (فسقاهما) أي الخمر (قبل أن تحرم الخمر) فجاء وقت صلاة المغرب (فأمهم) أي صار إمامًا لهم (علي في) صلاة (المغرب، وقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فخلط فيها) أي قرأ في حالة السكر: "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون"، كما في رواية الترمذي (٢).

(فنزلت: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} بأن يزول عنكم السكر وتفيقوا، فحرم بهذه الآية في وقت مخصوص وهو وقت الصلاة.


(١) في نسخة: "فقرأ".
(٢) "سنن الترمذي" (٣٠٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>