للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عن أَبيهِ، عن يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}، فَكَانَ الرَّجُلُ يُحْرِجُ أَنْ يَأكُلَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَمَا نَزَلَتْ هَذ الآيَةُ، فَنَسَخَ (١) ذَلِكَ الآيَةُ الَّتِي في النُّورِ، فَقَالَ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ} - إِلَى قَوْلِهِ- {أَشْتَاتًا}، كَانَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ يَدْعُو الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِهِ إِلَى الطَّعَامِ، قَالَ: إِنِّي لأَجْنَحُ أَنْ آكُلَ مِنْهُ- وَالتَّجَنُّحُ: الْحَرَجُ- وَيَقُولُ: الْمِسْكِينُ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي، فَأُحِلَّ في ذَلِكَ

===

علي بن حسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس) رضي الله عنه (قال) ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ({لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} (٢)، فكان الرجل يحرج) أي يتحرج (أن يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنسخ ذلك) مفعول النسخ (الآية التي في) سورة (النور) فاعل لنسخ، (فقال) تعالى: {ليسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ (٣) أَنْ تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ} - إلى قوله- {أَشْتَاتًا}، كان الرجل الغني يدعو الرجل من أهله) أي أقاربه (إلى الطعام، قال) الرجل المدعو: (إني لأجْنَحُ) أي أرى جناحًا وإثمًا (أن آكل منه، والتجنح: الحرج، ويقول) أي الرجل المدعو: (المسكين أحق به مني، فأحل في ذلك) الآية،


= أذن المالك أو دعاه إلى طعامه ويقول: إني لأجنّح أي أراه جناحًا، فأزيل هذا التوهم بآية النور بأنه لا حرج فيه بعد إذن المالك ودعوته، وعلى هذا التقرير لا يرد شيء من إيراد الطبري المذكور في "البذل". (عاقل).
(١) في نسخة: "فأنسخ ذلك بالآية".
(٢) سورة النساء: الآية ٢٩.
(٣) نقلها بالمعنى، وإلَّا فأصل الآية: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ ... } [سورة النور: الآية ٦١]، كذا في "العون" (١٠/ ١٥٨). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>