للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رِعَايَةَ إِبِلِنَا, فَكَانَتْ عَلَىَّ رِعَايَةُ الإِبِلِ, فَرَوَّحْتُهَا بِالْعَشِىِّ, فَأَدْرَكْتُ (١) رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ النَّاسَ, فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ, ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ, يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ (٢) إِلَّا فقَدْ (٣) أَوْجَبَ».

===

قال النووي (٤): معنى هذا الكلام: أنهم كانوا يتناوبون رعي إبلهم، فتجتمع الجماعة، ويضمون إبلهم بعضها إلى بعض، فيرعاها كل يوم واحد منهم ليكون أرفق بهم، وينصرف الباقون إلى مصالحهم، والرعاية بكسر الراء: هي الرعي.

(رعاية إبلنا) قال الشارح: أي أهل رفقته الذين قدم معهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم اثنا عشر راكبًا، كما في "أوسط الطبراني" (فكانت عليَّ رعاية الإبل) أي جاءت نوبتي يومًا، وكان رعي إبل القوم في ذلك اليوم علىّ (فروَّحتها بالعشي) أي رددت الإبل إلى مراحها ومأواها بالعشي، أي ما بعد الزوال بعد ما فرغت من رعيها، ثم جئت إلى مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس، فسمعته يقول: ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء)، أي يأتي بسننه وآدابه (ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه)، قال النووي: وقد جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهاتين اللفظتين أنواع الخضوع والخشوع, لأن الخضوع بالأعضاء، والخشوع بالقلب على ما قاله جماعة من العلماء (إلَّا فقد أوجب) أي من أتى بهذه العبادة فقد أوجب له الجنة، وفي "مسلم": إلَّا وجبت له الجنة.


(١) وفي نسخة: "فإذا".
(٢) وفي نسخة: "وبوجهه".
(٣) وفي نسخة: "وقد".
(٤) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٢/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>