للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ: "أَرَادَتْ أُمِّي أَنْ تُسَمِّنِّي (١) لِدُخُولِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ: فَلَمْ أُقْبِلْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ مِمَّا ترِيدُ, حتَّى أَطْعَمَتْني الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ، فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ كَأَحْسَنِ السِّمَنِ". [جه ٣٣٢٤]

===

أبو محمد المؤدب، قال محمد بن المثنى: سألت أحمد عنه فقال: اكتب عنه فإنه ثقة، حج مع إبراهيم بن سعد، وكان يؤدب ولده، وقال ابن سعد: كان ثقة وفيه غش، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(نا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: أرادت أمي أن تُسَمنِّي) أي: تجعلني سمينًا (لدخولي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت) عائشة: (فلم أقبل عليها بشيء مما تريد) أي: ما استقام لي ذلك، وما حصل لي السمن بشيء مما أطعمتني أمي، (حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن) (٢).

وفيه دليل على تسمين المرأة لزوجها قبل الدخول السمن المعتدل دون المفرط، ويكون بالأشياء الرخيصة دون ما يستعمل في هذا الزمان بالأثمنة الكثيرة كالفستق ودهن اللوز والأهليلجات وغير ذلك مما يحتاج إلى ثمن كثير، بل يسمن برخيص الثمن، والسِّمَن مطلوب في الزوجة، كما يطلب الجمال وتحسين المرأة عند الدخول, لأنه أوقع في القلوب وجالب للمحبة وطول الصحبة، وفي الحديث: "ويل للمسمنات يوم القيامة" أي: اللاتي يستعملن السمنة، وهو دواء تسمن به المرأة بالثمن الكثير لتفتخر به على غيرها، أو لتحصل لها المنزلة الرفيعة في قلوب الرجال.


(١) في نسخة: "تُسَمنَّني".
(٢) وفي "الفتح" (٩/ ٥٧٣) عن "النسائي": "كأحسن الشحم". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>