للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الأَعْمَشِ، عن إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (١): "لَا يدخلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ (٢) مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يدخلُ النَّارَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلْ (٣) مِنْ إيْمَانٍ". [م ٩١، ت ١٩٩٨، جه ٥٩، حم ١/ ٤٥١]

===

عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمه، عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر) قال الخطابي (٤): فيه تأويلان: أحدهما: أن المراد من الكبر التكبر من الإيمان, فصاحبه لا يدخل الجنة أصلًا إذا مات عليه، والثاني: أنه لا يكون في قلبه كبر حال دخوله الجنة، كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (٥).

قال النووي (٦): هذان التأويلان فيهما بُعد، فإن هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر المعروف، وهو الارتفاع على الناس واحتقارهم ودفع الحق، فلا ينبغي أن يحمل على هذين التأويلين المخرجَين له عن المطلوب، بل الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخلها دون مجازاة إن جازاه، ولا يلزم أنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحِّدين الجنة، إما أولًا وإما ثانيًا بعد تعذيب بعض أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرِّين عليها، وقيل: لا يدخلها مع المتقين أول وهلة.

(ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان)، فالمراد به دخول الكفار، وهو دخول الخلود.


(١) زاد في نسخة: "قال الله".
(٢) في نسخة: "خردلة".
(٣) في نسخة: "خردلة".
(٤) "معالم السنن" (٤/ ١٩٦).
(٥) سورة الأعراف: الآية ٤٣.
(٦) "شرح صحيح مسلم" للنووي (١/ ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>