للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَانْطَلَقْنَا فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! إنَّ أَبَا طَلْحَةَ حَدَّثنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا وَكَذَا، فَهَلْ سَمِعْتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ بِمَا رَأَيْتُهُ فَعَلَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في بَعْضِ مَغَازِيهِ، وَكُنْتُ أَتَحَيَّنُ قُفُولَهُ، فَأَخَذْتُ نَمَطًا كَانَ لَنَا فَسَتَرْتُهُ عَلَى الْعَرْضِ، فَلَمَّا جَاءَ اسْتَقْبَلْتُهُ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَعَزَّكَ وَأَكْرَمَكَ. فَنَظَرَ إلَى الْبَيْتِ فَرَأَى

===

وعائشة لما سألها زيد بن خالد عن حديث أبي طلحة، فالظاهر أن أبا طلحة هو الذي قال له زيد بن خالد: انطلق بنا، أو سعيد بن يسار.

(فانطلقنا فقلنا: يا أم المومنين! إن أبا طلحة) هذا (حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا، فهل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر ذلك؟ قالت: لا) أي ما سمعت منه في ذلك من حديث قوليٍّ، (ولكن سأحدثكم بما رأيته فَعَلَ) فأحدثكم بحديث عليٍّ، (خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه، وكنت أَتَحَيَّنُ قُفُولَه) أي أنتظر رجوعَه من السفر (فأخذت نمطًا) ثوبًا من صوف يُفْرَش، ويُجْعَلُ سترًا (كان لنا فسترته على العرض) بالضاد المعجمة، قال الخطابي (١): هي الخشبة المعترضة التي يُسَقَّف بها البيت، ثم يوضع عليها أطرافُ الخشب الصغار.

قال في "النهاية" (٢): المحدثون يروونه بالضاد المعجمة، وهو بالصاد المهملة والسين، وهو خشبة توضع على البيت عرضًا إذا أرادوا التسقيف، ثم توضع عليها أطرافُ الخشب الصغار، وذكره أبو عبيد بالسين.

(فلما جاء) أي من الغزو (استقبلته، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي أعزك وأكرمك، فنظر إلى البيت فرأى


(١) "معالم السنن" (٤/ ٢٠٧).
(٢) (٣/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>