للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّمَطَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، وَرَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ في وَجْهِهِ. فَأَتَى النَّمَطَ حَتَّى هَتَكَهُ، ثُمَّ قَالَ: "إنَّ اللَّه لَمْ يَأْمُرْنَا فِيمَا رَزَقَنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ وَاللَّبِنَ". قَالَتْ: فَقَطَعْتُهُ، وَجَعَلْتُهُ (١) وِسَادَتَيْنِ، وَحَشَوْتُهُمَا لِيفًا، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ. [خ ٣٢٢٥، م ٢١٠٦، ن ٥٣٤٨, جه ٣٦٤٩, حم ٤/ ٢٨]

٤١٥٤ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، نَا جَرِيرٌ، عن سُهَيْلٍ فَذَكَرَ (٢) مِثْلَهُ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ! إنًّ هَذَا حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ، وَقَالَ فِيهِ: سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي النَّجَّارِ. [م ٢١٠٦]

===

النمط، فلم يرد عليَّ شيئًا، ورأيت الكراهية في وجهه، فأتى النمط حتى هتكه) أي: قطعه (ثم قال: إن الله لم يأمرنا فيما رَزَقَنا أن نكسو الحجارة) والطين (واللبنَ)، وهذا يدل على كراهة ستر الحيطان بالثياب المنقشة وغيرها؛ لأن ذلك من السرفِ، وفضولِ زهرة الدنيا التي نهى الله النَّبيَّ أن يمد عينيه إليها نهيَ تنزيه لا تحريم.

(قالت: فقطعته، وجعلته وسادتين، وحشوتهما ليفًا، فلم ينكر ذلك عليَّ). قال القرطبي: يحتمل أن مع التقطيع أزيل شكل الصورة وبطل، فيزول الموجب للمنع، ويحتمل أن تكون تلك الصور أو بعضها باقيًا، لكن لما امتهنت بالقعودِ عليها والاتِّكاءِ عليها سُومِحَ فيها، وقد ذهب إلى كل احتمال منها طائفة من العلماء.

٤١٥٤ - (حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن سهيل، فذكر مثله) أي: مثل الحديث المتقدم (قال) أي زيد: (فقلت: يا أُمَّه! إن هذا حدثني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال، وقال) جرير (فيه) أي في هذا الحديث، (سعيد بن يسار مولى بني النجار) زاد جرير لفظ: مولى بني النجار، ولم يزده خالد.


(١) في نسخة: "فجعلته".
(٢) في نسخة: "بإسناد مثله".

<<  <  ج: ص:  >  >>