للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلَاسِ؟ قَالَ: " (١) هَرَبٌ وَحَرَبٌ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي، وَلَيْسَ مِنِّي،

===

(فقال قائل: يا رسول الله! وما فتنة الأحلاس؟ (٢) قال: ) هي (هَرَب)

بفتحتين، أي: يفر بعضهم من بعض؛ لما بينهم من العداوة والمحاربة (وحرب (٣)) بفتحتين، أي: أخذ مالٍ وأهلٍ بغير استحقاق.

والذي أظن أنها فتنة حدثت في آخر خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وثارت بين المسلمين حتى تمادت، وبقيت إلى زمان خلافة معاوية - رضي الله عنه -، واتفاق الناس عليه بعد صلح الإِمام حسن بن علي - رضي الله عنهما -.

(ثم فتنة السراء) والمراد بالسراء النعماء التي تسر الناس من الصحة، والرخاء، والعافية من النبلاء، والوباء، وأضيفت إلى السراء؛ لأن السبب في وقوعها ارتكابُ المعاصي بسبب كثرة التنعم، أو لأنها تسر العدو.

(دَخَنُها (٤) بفتحتين، أي إثارتها، وهيجانها، وإنما قال: (من تحت قدمي رجل من أهل بيتي) تنبيهًا على أنه هو الذي يسعى في إثارتها (يزعم أنه مني، وليس مني) في الفعل، وإن كان مني في النسب.

والحاصل: أن تلك الفتنة بسببه، وليس مني، أي من أخلَّائي، أو من


(١) زاد في نسخة: "هي".
(٢) المشهور في وجه تسميتها بذلك: أن المأمور به فيها أن تكون حلس بيتك، وقال الدمنتي: أضيفت إليها لطولِ لبثها ودوامها، أو سوادِ لونها وظلمتها. [انظر أيضًا: "معالم السنن" (٤/ ٣٣٧)]. (ش).
(٣) قال ابن الأثير في "جامع الأصول" ح (٧٤٧٧): الحرب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرَبَ الرجلُ، فهو حريب: إذا سُلِبَ أهله وماله.
(٤) قال ابن الأثير: شَبَّهَها بالدخان الذي يرتفع، أي: أن يكون أصل ظهورها من هذا الرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>