وليس فيه نفي الزيادة، والمراد بالخليفة إن كان أعم من أن يكون على سيرة الخلفاء الراشدين أو لا، فالأمر ظاهر أنه كان كذلك، وإن أريد أن يكون على سيرة أولئك فنقول: ليس فيه اشتراط أنهم يكونون على التوالي من دون أن يفصل بينهم من ليس كذلك، فكم من ملوك هم على طريقة مسلوكة من الأئمة الراشدين، انتهى.
واختلف الناس في تعيين هؤلاء الأئمة، فقالت الاثنا عشرية من الروافض: إنهم هم المعصومون المنصوصون من الله سبحانه وتعالى، أولهم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي (١) بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ثم ابنه الحسن، ثم أخوه الحسين - رضي الله عنه -، ثم ابنه علي بن الحسين زين العابدين - رضي الله عنه -، ثم ابنه محمد بن علي الباقر - رضي الله عنه -، ثم ابنه جعفر بن محمد الصادق، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم، ثم ابنه علي بن موسى الرضا، ثم ابنه محمد بن علي المتقي، ثم ابنه علي بن محمد النقي، ثم ابنه حسن بن علي العسكري، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي المنتظر.
وزعموا أنه مُخْتَفٍ في غار سُرَّ من رأى في سرداب فيه، اختفى فيه لأمر الله سبحانه وتعالى لا يعلم سَبَبَه غيرُه، أو لخوف أعدائه، ويظهر قبل القيامة فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما مُلِئَتْ جورًا وظلمًا، وهذا من خيالاتهم وترَّهاتهم؛ فإن هم يزعمون أن في ابتداء اختفائه كانت غيبته الصغرى يلاقيه بعض السفراء، ثم بعد ذلك صارت غيبته الكبرى, فلا يمكن أن يلاقيه أحد.
(١) مات علي بن أبي طالب في رمضان سنة ٤٠ هـ، ومات ابنه الحسن سنة ٤٩ هـ أو ٥٠ هـ أو بعدها، وأخوه الحسين استُشْهِدَ في عاشوراء سنة ٦١ هـ، وابنه علي بن الحسين ثقة عابد، مات سنة ٩٣ هـ، وقيل غير ذلك، وابنه محمد بن علي الباقر ثقة، مات سنة بضعة عشرة ومائة، وابنه جعفر بن محمد الصادق صدوق، فقيه، إمام مات سنة ١٤٨ هـ، وابنه موسى صدوق عابد، مات سنة ١٨٣ هـ، وابنه علي بن موسى صدوق، مات سنة ٢٠٣ هـ. من "التقريب". (ش).